خلودي
عدد المساهمات : 9 تاريخ التسجيل : 22/12/2010
| موضوع: عندما تنقطع اواصر الصلة بين الفرد والمجتمع الأربعاء 22 ديسمبر 2010, 01:35 | |
| عندما تنقطع أواصر الصلة بين أفراد المجتمع من المتعارف عليه أن الوحدة قاتلة ففيها تفقد كل الأمل وتضيق عليك الأرض بما رحبت فلا أنيس ولا جليس ولا عدو ولا صديق .
كيف ستكون وأنت وحدك في هذه الدنيا لا احد يعرفك ولا تعرف احد لا احد يزورك ولا تزور احد ماذا تصنع إذا حلت بك مصيبة أو أصابك مكروه , من سينقذك إذا تعرضت لأمر من أمور الدنيا وأنت بلا صحبه , كلنا موقنين أن الله فوق كل شيء فهو الصاحب والرفيق وهو علام الغيوب وهو مدبر الأمور وهو من بين يديه تصريف الأحوال والأمور , إنما وجود الصديق والقريب في حياة كل إنسان أمر ضروري لان لإنسان يأنس بالجماعات ويفنى كلما انفرد واستوحش لقد ورد في آيات القرآن الكريم مدى ضعف الإنسان عندما يتولى عنه أقاربه وأبنائه وأهله وكل ما يملك وهو وحيد وضعيف ومجرد من كل من مال ومن سلاح ومن أعوان ومن عصبه فلا ناصر إلا الله ولا معين إلا الله ولا منقذ إلا الله فهل تخيل أيا منا مدى ذلك الضعف والهوان فكيف إذا كان في الدنيا بهذه الوحدة وهو مقبل على وحده وسيحشر في وحده ويحاسب في وحده .
لقد وصلنا في هذا الزمان إلى هذا الأمر وكثرة الحوادث والقصص التي تروي مثل تلك الأمور ولكننا لا زلنا نصر على الوحدة بإصرارنا على عدم إفشاء السلام والتناصح في أمور ديننا ودنيانا والتقرب من بعضنا البعض وتلمس حاجات الضعفاء والفقراء بيننا والسؤال عمن يتغيب عن مساجدنا أو مجالسنا وقد جعلتني قصة جاري التي سأرويها أتطرق إلى هذا الموضوع لأبين حجم ما وصل إليه أبناء الحي الواحد وليس الوطن الواحد فقد كان لنا جار كثيرا ما تعود أن يؤدي الصلاة في مسجدين من مساجد الحي كان يصلي الظهر والعصر في مسجد والمغرب والعشاء والفجر في المسجد الأخر على سبيل المثال وكان الجميع ألف هذا الجار بين المصلين في المسجدين رحمه الله وكانت سمعته حسنه ولم يتعرض أي شخص لأي أذى منه وفي احد الأيام خرج قاصدا المسجد للصلاة وأثناء سيره سقط على الأرض فحمله الناس إلى المنزل ثم أخذه ابنه إلا المستشفى وبقي فيها يومان ثم انتقل إلا رحمة الله خلال كل هذه الأحداث لم يسأل احد عنه ولم يعلم احد عنه وعندما أريد الصلاة عليه ودفنه لم يحضر الجنازة من المسجدين إلا نفر قليل وعندما دعوا إلى واجب العزاء لم يحضر احد فهل هذا مصيرنا ننسى قبل أن ندفن وهل هذا هو ديننا وعقيدتنا وهل هذا هو حق مرضانا وموتانا علينا لقد أحبطني كثيرا هذا الأمر وأحسست أننا في غربه دائمة ما دمنا على هذا المنوال لقد تحدثت إلا جماعة المسجد الذي أصلي فيه ثم تحدثت مع إمام المسجد وكررت لهم الترغيب في حسن جزاء الصلاة على الجنازة وحضور الدفن خصوصا وان الميت احد جماعة المسجد وان فيها من المواعظ والعبر وتقويه الصلة بيننا كجماعه وعندما مرت أيام العزاء عرضت عليهم زيارة أبناء المتوفى ومواساتهم والتعذر لهم بأي عذر عن تخلفهم عن العزاء أو الصلاة أو الدفن فازددت غرابة عندما توارى الجميع وعلى رأسهم إمام المسجد وكأنهم يدعون إلا بدعه أو أمر بغيض أو كأنهم سيخرجون شيء من جيوبهم أو محافظهم . عجبا من إمام وجماعته في هذا الوقت متخاذلون عن الخير والتواصل يخجلون من السؤال عن أحوال بعضهم مقصرون في التناصح بينهم فيرون الصالح ولا يتبعون ويرون السوء فلا تنصحون أصبحوا أكثر حياء وخجل في أوامر ونواهي الله جل في علاه ورسوله المصطفى ومن والاه لقد استباحوا السكوت على المنكرات ومثبطات العزائم في سبيل الله تعالى وإتباع أمره والاجتناب عن نواهيه والبعد عما نهى عنه نبيه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم فقطعوا الزيارات وتناسوا الواجبات وابتعدوا عن كل حسن ومحبب وتقربوا من كل مستبدع ومبتكر لقد صرحوا بخيانتهم لمنهج الإسلام وقواعده وأسباب تقويته وتماسكه فابتعدوا عن بعضهم في الدنيا قبل الآخرة
إنا لله وإنا إليه راجعون } والحمد لله رب العالمين { والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته خلودي @ العقرب | |
|