موقف قصير
بعد الفراغ من أداء صلاة العصر وبعد الانتهاء من الأذكار بعد الفريضة وعندما خرجت من باب المسجد استوقفني احد شباب الحي وهو خارج بجانبي قائلا : ممكن آخذ هذا الكتيب معي ؟ لأعطيه لصديق لي . أجبته : نعم ولكن ما هو هذا الكتيب ؟ أجاب كتيب يشرح كيفية صلاة النبي عليه الصلاة والسلام . من باب الاستفسار سألته ولماذا يريد الكتاب ؟ فأجاب هو لا يريده ولكنه تحدث إلي وقال انه لا يعرف كيف يصلي أو انه نسي كيف يصلي وهو الآن أنهى الثانوية ويريد أن يتعلم كيف يصلى ولا يجد في البيت من يعلمه أو يصحح له
فقلت له لما لا يحضر إلى المسجد ويتعلم ونصحح له ونشرح له ما صعب عليه قال: انه يخجل بعد أن بلغ هذا العمر الذي تجاوز السابعة عشر أن يحضر فيراه الجماعة في الحي وهو لا يكاد يعلم من الصلاة إلا الوقوف والتكبير .... طلبت منه حثه على الحضور ويصلي وبعد الصلاة نعلمه الأقوال والأفعال التي ينبغي أن يقوم بها في الصلاة فقال سوف أحاول إن شاء الله وانصرف .
انظروا سبحان الله هل ترون إلى أين انساق شبابنا وكيف أنساهم الشيطان فرائضهم فصدق الصدوق الأمين حين قال عليه الصلاة والسلام ( سيأتي زمان يقال كانت هذه سنه أو كان هذا سنه ) أو كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام وها نحن نعيش هذا الزمان وهاهم شباب الأمة الإسلامية نسو الصلاة أو جهلوها ولم يكن لهم من موجه في البيت والذي هو أول مدرسة في الحياة خصوصا الأمهات الكسولات المتكلات على الخدم وهم في الأصل مفرطون في واجباتهم تجاه خالقهم فلو كانوا ملتزمون بما لهم وما عليهم من واجبات حياتية ودينية لما كان هناك مثل هذا الشاب خصوصا وأننا في مجتمع تحكمه العقيدة والعادات الأصيلة وشريعته الإسلام ونهجه القران والسنة .
أيها الأحباب الله الله بالأبناء والأحفاد فلا نعلم ما هو الزمن الذي سيخلفنا فان كان فينا 20% من المخلصين لله وعلى طريق الحق وفينا مثل هذه الأمثلة فكيف سيكون حال أبنائنا وأحفادنا ومن يليهم .
إمام مسجد حي السلام بمدينة الدمام
جمال بن سعد