«ساهر» .. الأرقام تؤكد النجاح
كلمة الاقتصادية
ظهرت بوادر نجاح تطبيق نظام الحد من المخـالفات المروية "ساهر" منذ أن أعلنت إدارة المرور الإحصائيات الشهرية بعد أسابيع من تنفيذه، حيث كان الانخفاض واضحا في أعداد الحوادث ونتائجها من وفيات وإصابات وكذلك خسائر مالية، واليوم وفي تقرير جديد أيضا عن الحوادث والوفيات والإصابات تعلنه إدارة مرور الرياض تأتي الأرقام، وهي خير شاهد على أن نجاح هذا النظام مستمر، فقد بلغت نسبة الانخفاض في أعداد الحوادث 21 في المائة، وانخفضت الوفيات من 118 وفاة إلى 79 وفاة، كما تراجعت الإصابات من 583 إصابة إلى 525 إصابة، كما انخفض عدد الحوادث من 51959 حادثا إلى 40900 حادث. هذه الأرقام ناطقة ومعبرة عن الكيفية التي يتم بها تطبيق نظام المرور، فهو نظام ميداني مقروء في الطرقات السريعة والشوارع الداخلية في المدن والمحافظات ويقف على تطبيقه رجل المرور أو أي وسائل حديثة تسخر فيها التقنية لخدمة جودة تطبيق النظام وضبط المخالفات ومتابعة الأخطاء والتجاوزات، التي أصبحت ظاهرة في سلوك معظم قائدي المركبات، وهم في الواقع بين من يخالف متعمدا ويعتبر ذلك حقا مشروعا مهما كان فيه من مخاطرة على الأرواح والممتلكات، ومن يرغب في الالتزام بقواعد السير، لكنه يجد نفسه وحيدا أو شبه وحيد وسط مجموعة من المركبات تبحث عن الخلاص حتى إن خالفت النظام والذوق العام.
إن المعاناة من نتائج الحوادث المروية هي نتيجة أفعال اختيارية خاطئة، معظمها متعمد من بعض أفراد المجتمع، وليس هناك من وسيلة للحد من آثارها المدمرة للفرد والأسرة إلا بوسائل تجعل من هذا الاختيار مكلفا على قائد المركبة، وهي وسيلة ضبط أكبر قدر ممكن من المخالفات مع إيصال رسالة ضمنية لكل قائد مركبة بأن هناك احتمالية عالية لضبط مخالفته وتسجيلها حتى إن لم يشاهده رجل المرور، كما أنه لا مفر أمامه من تحمل نتيجة خطئه ودفع رسوم المخالفة باعتبارها عقوبة مالية سيتم تحصيلها بوسائل عدة عاجلا أم آجلا.
لقد أعلنت إدارة المرور أن الأولوية تتركز على أن يكون النظام يعمل بكفاءة ودون أخطاء بهدف الوقاية والحفاظ على الأرواح والممتلكات وتنظيم حركة المرور بشكل لائق وبما يساعد على مواجهة الكثافة الموجودة في الطرقات والشوارع، وهذا فيه تصحيح لاعتقاد خاطئ لدى بعض قائدي المركبات، حيث نظروا إلى هذا النظام من وجهة نظر سلبية ترى فيه وسيلة لتحصيل الرسوم والغرامات المالية على المخالفات المرورية، وهو فهم خاطئ يبعث على التصميم في الاستمرار في تطبيق النظام للحد من الخسائر في الأرواح والممتلكات بعد أن ثبت عدم نجاح آلية التوعية.
ومن المنتظر أن يتم تعميم نظام "ساهر" بين المدن المشمولة بالنظام وفق برنامج زمني متقارب بعد أن ظهرت نتائج تشجع على ذلك، خصوصا أنه يساعد على إدارة الحركة المرورية بأقل عدد ممكن من رجال المرور، فالمدن السعودية تتسع بشكل كبير واستخدام التقنية يساعد على إدارة الحركة المرورية وعلى ضبط قيادة السيارات على الشوارع والطرقات.
إن وجود مركز معلومات لنظام (ساهر) الذي يشتمل على تقنية متطورة لمعالجة المخالفات المرورية التي يتم ضبطها بعد مطابقة رقم اللوحة مع الهوية الوطنية لمالك المركبة ولون المركبة ونوعها ورقم الهياكل، حيث الارتباط بين رقم اللوحة ورقم الهيكل ثم يتم رصد المخالفة آليا لدى مركز المعلومات الوطني وإشعار المالك في حينه في حال توافر بيانات الاتصال المتمثلة في رقم الجوال والبريد الإلكتروني .. إن ذلك كله يشكل آلية تضمن العدالة في ضبط المخالفة وتوثيقها وتحصيلها من قائد المركبة، ما يؤكد أن القناعة به من قائدي المركبات ستكون نجاحا آخر يضاف إلى هذا النظام قريبا.