كلمة القاها امام مسجد حي السلام المؤقت الفقير لله جمال بن سعد

الحمد لله رب العالمين حمدا يليق بجلاله وعظم شانه نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد نبينا عبده ورسوله فسبحان الله الذي وهبنا نعمة الإيمان وكرامة الإسلام وهدانا إلى هدي نبيه عليه السلام لدينا اليوم أيه الكرام ثلاث محاور أو ثلاث مسائل سنتحدث عنها ونوضح ما فيها من أخطاء :

أما المسالة الأول فنتحدث فيها عن رفع الصوت أثناء انتظار الصلاة وإحداث الحركة والتشويش على المصلين فنذكر بقول الله تعالى- : { وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً } ، وقال تعالى : { وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ } فقالوا : المبالغة في رفع الصوت إلا ما ورد نص به ، مثلاً كالتلبية ترفع صوتك حتى تبالغ بها لا حرج ؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال : " ما بلغنا فج الرحيح حتى بحت أصواتنا " وإذا أقيمت الصلاة يقوم لها العبد بخشوع وسكينه وتذلل مع عدم المبالغة في الجهر خلف الإمام فهذه مكروهة ، وهي أن يبالغ في رفع صوته إلى درجة يجحف بنفسه ، وقد يزعج من وراءه من المصلين ، فإن الصلاة خشوع وخضوع وسكينة ، وينبغي للمصلين أن يتعاطوا مراتب الكمال ، وأنسب الأحوال ، حتى يكون ذلك أقرب لهدي النبي-r- ، وأشبه بالعبادة التي يتلبسون بها ، ولذلك لا يبالغ بالتكبير بصوت فيه مبالغة في الرفع ؛ لما فيه من الأذية والإجحاف بالنفس .

وأما المسالة الثانية فنتحدث عن أصوات الجوالات والنغمات وخطرها أما النغمات الموسيقية فقد أفتى علماء هذه البلاد بتحريم نغمات الجوال التي ابتلي بها الكثير من الناس هداهم الله ونحن هنا لا نناقش الحلال من الحرام لأننا نعلم بأنك تعلم أنها حرام والآن تطورت نغمات الجوال إلا أن أصبحت أغاني ومقطوعات موسيقية فلو قيل قبل عشر سنوات أو أكثر بقليل انه ستقام حفلات غنائية داخل المساجد هل تصدق ذلك ؟ أو هل تصدق أن يدخل مطرب ليغني داخل المسجد ؟ أكيد ستنكر ذلك وستقول مستحيل أن يحدث ذلك ولا يدور في خيالك إطلاقا فو الله دخل مطربين ومطربات إلى المساجد بدخول هذه الجوالات التي تتنوع في إصدار الأصوات الغنائية سنذكر قصة حصلت لشاب من الشباب في زهور العمر يقول الطبيب الذي يحكي قصته لصديق له من الدعاة انه أتاني شاب يشكو فقد السمع يقول الطبيب فأجرينا له جميع الفحوصات اللازمة فوجدنا صحته على أكمل وجه ولا يشكو أي عله أو مرض فما تتوقعون المشكلة أيها الكرام ؟ المشكلة بدأت عندما كان الشاب يستمع إلى الأغاني قبل أذان الفجر وعندما سمع صوت الأذان يرتفع قال ( اووووه إزعاج ) سبحان الله شاب مسلم يقول عند سماع الأذان اوووه إزعاج وهو متكدر وغير مسرور فماذا كان إلا أن غضب الله وهذه الإذن والجارحة التي وهبها الله لنا لنسمع بها غضبت لغضب الله فأصدرت صفير ظن الشاب انه أمر عادي ونام ولم يصلي الفجر وعند الصباح استيقظ وخرج إلى أهله يحدثهم فيكلمهم ويكلمونه ولكنه لا يسمع شيء يقول الطبيب أجرينا له عمليات عديدة ومحاولات كثيرة ولكن لا أمل لان أجهزة السمع في داخل الإذن غير موجودة فسبحان الله الذي يهب ويأخذ وأنت يا أخي الكريم ألا تأمن مكر الله بك بنغمة جوال تخرج من جوالك والناس في الصلاة وإذا بها أغنية أن يغضب الله عليك فالناس يناجونه ويبتهلون ويخضعون ويخشعون بين يديه وأنت تدخل أصوات الغنى عليهم يقول تعالى ( افامنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) فلا تأمن مكر الله وغير نغمة جوالك الآن إن كنت تحب الله واحرص على إقفاله عندما تدخل للصلاة أو تقفل صوته وهذا أمر سهل ويسير .

وأما المسالة الثالثة فنتحدث عن من يضجره صوت الأذان ويفجعه ويخيفه ويفزعه من لذيذ نومه فنقول له الم تقرا قول النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم في حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة في مسند الإمام مالك : أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ( إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع النداء , فإذا قضي النداء اقبل , حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضي التثويب اقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه , يقول اذكر كذا , واذكر كذا لما لم يكن يذكره حتى يظل الرجل إن يدري كم صلى ) . "

نفعنا الله بما سمعنا وقرأنا ورزقنا إتباعه والتمسك بكتابه وهدي نبيه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين اللهم إنا نسألك إيمانا دائما , وقلبا خاشعا , وعلما نافعا , ويقينا صادقا , ودينا قيما , والعافية من كل بلية , والسلامة من كل شر " وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين واله وصحبه الأكرمين .

إمام مسجد حي السلام المؤقت بالدمام
الشيخ / جمال بن مفتاح بن سعد
27 / 5 / 1434هـ
6 / 3 / 2013م

» كلمة مدير المنتدى
» كلمة في واجبات وآداب الخروج والجلوس في المساجد