الحمد لله رب العالمين حمدا يليق بجلاله وعظم شانه نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد نبينا عبده ورسوله فسبحان الله الذي وهبنا نعمة الإيمان وكرامة الإسلام وهدانا إلى هدي نبيه عليه السلام
إن الدعاء حبل ممدود بين السماء والأرض وهو المغنم والأنفع من الأدوية للداء بلا عناء ( امن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) ففي كل ليلة ساعة إجابة ، الأبواب فيها تفتح ، والكريم يمنح ، فسل فيها ما شئت ، فخزائن الله ملأى ولا تنفذ ، والمعطي كريم واجعل يقينك في الإجابة فالرب قدير ، وبث إليه شكواك فانه رحيم ، ونسمات آخر الليل مظنة إجابة الدعوات ، قيل للنبي صلى الله عليه وسلم أي الدعاء اسمع ؟ قال ( جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبة ) أيام رمضان شارفت على الانقضاء ونحن امة شرفت بشهر تتطهر فيه النفوس من العصيان والآثام ومساوئ الأفعال والخصال يشغل المسلمون فيه أوقاتهم بالطاعة وقراءة القران ، فينزه الصيام نفوسهم ويهذب القيام أخلاقهم ويلين القران قلوبهم ويتنافسون في أيامه بالجود وفي عشره الأواخر تزكو الأعمال وتنال الآمال ، تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر الأواخر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد المئزر . متفق عليه
وكان عليه الصلاة والسلام يضاعف أعماله الصالحة في شهر رمضان ويخص العشر الأواخر بالمضاعفة ، تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره ، وفي العشر الأواخر منه ما لا يجتهد في غيرها . رواه مسلم .
ان قيام الليل من أفضل الأعمال ومن أسباب دخول الجنان قال النبي صلى الله عليه وسلم ( يا ايها الناس افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ) رواه الترمذي وليالي رمضان مبشر من قامها بغفران الذنوب قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه .
وفي كل ليلة كما أسلفنا ساعة إجابة تفتح فيها الأبواب ، فسل فيها ما شئت فالمعطي عظيم وأيقن وأنت تسأل فالرب كريم فبث إليه شكواك وارفع إليه نجواك فهو السميع البصير يقول صلى الله عليه وسلم ( إن في الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه ، وذلك في كل ليلة ) وفي العشر الأواخر ليلة مباركة هي تاج ليلي الدهر ، كثيرة البركات ، عزيزة الساعات ، القليل من العمل فيها كثير ، والكثير منه مضاعف . قال الله تعالى ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) ينزل من السماء خلق عظيم لشهود تلك الليلة ( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم ) القائم فيها بالتعبد مغفور ذنبه ، يقول صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) ففيها تفتح الأبواب ، ويسمع الخطاب ، يصل فيها الرب ويقطع ، ويعطي ويمنع ، ويخفض ويرفع ، تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قلت يا رسول الله إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول ؟ قال ( قولي : اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني ) رواه الترمذي .
نسال الله أن ينفعنا بما سمعنا ويرزقنا إتباعه والتمسك بكتابه وهدي نبيه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين , اللهم إنا نسألك إيمانا دائما , وقلبا خاشعا , وعلما نافعا , ويقينا صادقا , ودينا قيما , والعافية من كل بلية , والسلامة من كل شر " وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين واله وصحبه الأكرمين .