خاطرة عابرة

خاطرة

عندما يدخل الليل ويأخذ الظلام ينشر عباءته السوداء على كل مكان وأخذت الظلمة تغطي كل الأرجاء عندها شعرت بالوحدة , بالعزلة , بالوحشة , سمعت أدق الأصوات , وشعرت بأقل الحركات , رأيت الأطياف في جنح الظلام , نعم لم يكن ذلك حلم , ولم يكن من نسج الخيال , بل كان كل ذلك حقيقة , فكل من يخلو وينأى بنفسه يرى ويسمع ما لا يراه ويسمعه بين الناس , انه في وقت تفرغ العقل فيه لما حوله , فلا منظر يلهيه وتحركات تشغله , ففي سبات الكون الهامس , وفي الهدوء الناعم , تنساب الأصوات إلا المسامع وتسبح الأطياف أمام الأعين , عندها تكون في أدق أوقات الصفاء والوضوح أمام نفسك , فكاشفها بكل عيوبها , واستعرض معها أوقات هوانها , وقلب دفتر العناوين الذي لا يزال في ذاكرتك , إن وجدت عنوانا أو اسما لشخص لم يتصل بك إلا لينفعك دون مقابل , وترتاح له فقد وجدت ضالتك , لا تتردد واتصل بالعنوان , فان اتصالك يعني انك ترغب الخير له ولك , وربما يجلب لك الخير , فالكثير من العناوين في دفاتر البشر ولكنها في اغلب الأوقات تكون تدعو إلا اللهو , اختر ذلك الصديق الذي إذا اتصلت به سالك عن صلاتك , وعن آخر دعواتك , وأفضل أعمالك , فان تساءل عن أمر من أمور الدنيا فانه يدعوك إليها , وفي هذه الحالة عليك أن تقرر إلا أين ستتجه , إلا الدنيا أم إلا الدنيا والآخرة معا .

اشكر كل من اطلع وقرا هذه الخاطرة وعلق عليها

العقرب أسير الظلام

» خاطرة اتمنى ان تعجبكم