لن ينم من ظلم

لن ينم من ظلم

عجبت من أحوال بعض البشر يتصنعون الاستقرار والاطمئنان وتراهم يرسمون على ملامحهم أجمل صور السرور والانشراح وهم أثقلوا خزائن أعمالهم بظلم كبير وهم كالجبال فما سلم منهم احد ومن ظلمهم حتى أنفسهم لم تسلم من ظلمهم وهنا نستعرض بعض صور أصحاب العمل فالقليل أو النادر من أصحاب العمل من يتقي الله في موظفيه والعاملين تحت إدارته فيوفيهم حقوقهم بقدر إنتاجهم أما الغالبية العظمى فنجدهم يأكلون حقوق موظفيهم والعاملين تحت إدارتهم أما جهرا أو عن طريق التحايل والحيلة وعلى ذلك أمثلة كثيرة جدا وشائعة بين معظم المؤسسات والشركات المحلية والعالمية على حد سواء فإما أن يستحوذ على أتعابهم وجهدهم بالعقابات الواهية أو المساحة الحرة التي وهبهم إياها نظام مكتب العمل حسب ادعاءاتهم المصاحبة لظلمهم وغياب ضمائرهم أو هضم تلك الحقوق بشروط يبتكرونها ليستولوا على تلك الأموال المحصلة كشرط من شروط التوظيف وبذلك أكل كل حقوق الموظف أو العامل بشكل قانوني جدا ومدخل ممتاز ليتمكنوا من اخذ كل ما ليس لهم دون خوف من أي مطالبه أو مشاكل قانونية ولكن هل نعتقد أن هؤلاء ينامون بكل راحة أم أن الشيطان حسن لهم ذلك وحلل لهم الاستمرار فيه مع قناعتهم الداخلية بأنهم يأكلون ويطعمون أبنائهم وأهلهم حقوق الناس ويرتعون في براثن الظلم بل وهم يعلمون حق اليقين إن الظلم ظلمات يوم القيامة وان الله حرم على نفسه الظلم ونهى كل خلقه عنه وزجرهم ولا نعجب لذلك لان قلوبهم تشربت الظلم وهان عليهم إذلال غيرهم وغاب عن مخيلتهم عقاب الظالم واستجابة دعوة المظلوم والعجيب أن الأمر متفشي بشكل ظاهر للعيان ولا يوجد أي رادع أو ناصر لمن تلاعب هؤلاء الظالمون بتعبهم وإمكانياتهم وانجازهم وخدماتهم وينتصر لهم فتعود لهم حقوقهم وأتعابهم ويقتصون ممن أهدر طاقاتهم وسلبهم حقوقهم بعد أن جف عرقهم وطورت سواعدهم أعمالهم ومشاريعهم .

ولكن الأمل في الله كبير بان تتوجه الأنظار والمناظير إلا هذا الوضع الشائع وهذا الباب من أبواب الظلم والتظلم .

والله على سواء السبيل .

العقرب
25/12/2010