اهل الفن اين يتجهون

سمعت في احد الأيام صوت التلفاز عند احد الأصدقاء وكان البرنامج دعائي وجاء في فقرة الدعاية إعلان عن إحدى النساء اللاتي أبحن أصواتهن ليسمعها جميع من على وجه الأرض فكان الإعلان كما يلي ( بنت أبوها ألفنانه التي سحرت الإسماع المطربة الخليجية – فلانة – التي اختلطت وأبدعت وتشرفت بوضع ألبومها الجديد لا اعلم ما اسمها برعاية وإنتاج الوكالة الفلانية .

الشاهد أن أبوها نعم الأب الذي اخذ طاعة الله ورسوله وإتباع أوامره واجتناب نواهيه وتطبيق ما جاء في الآية القادمة في السياق الأب الذي خالف بكل وقاحة اوامر الله ورضي على نفسه بان يعلم الجميع بقبح عمله وخلقه مع الله حيث سمح لابنته بالاختلاء بالملحنين والمؤلفين ثم الموسيقيين انتهاء بالجمهور والمعجبين .
لقد قارنت بين هذا الإعلان وبين قول الله تعالى في كتابة الكريم .

( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )

لقد رأيت الفرق الكبير بين الأمر والتنفيذ بين قول الله تعالى وتصرف ابن ادم وحاولت أن أجد أي نقطة ايجابية أو حجة مقنعة اقنع بها نفسي ان هناك حسنة واحدة يمكن أن تحصل عليها من بين هذا العصيان فكانت المقارنة كما يلي :

عندما تستعد المطربة للظهور أمام الجمهور يلزمها الماكياج المناسب الذي يبين مفاتنها ومحاسنها ثم اللباس الذي يبرز الفتنة ويكشف مناطقها ثم تتمايل في مشيتها لتغري من يشجعها ويهتف لها ثم تتبادل الابتسامات والكلمات مع عامة الناس وتصافحهم وقلما يخلو ذلك الحفل من قبلات التشجيع البريئة . إن الأمر عكس ما أمر به الله عز وجل في هذه الآية ومخالف له بشكل صارخ فأين الحجاب وأين غض البصر وأين إخفاء الزينة وأين عدم مخالطة أيا كان من غير المباح لهم وأين الحشمة وأين الفلاح وأين التوبة .

لا نستغرب من أي أمر فاخر الزمان نحن نعيشه وكما قال نبي الأمة وشفيعها صلى الله عليه وسلم ( يأتي زمان القابض على دينه كالقابض على الحمر ) وهذا هو ذلك الزمان .