صورة من الحياة

اشد أنواع الألم والحزن والأسى أن تضع قلبك وإحساسك ومشاعرك وثقتك بين يدي إنسان لا يقيم لما وهبت وأعطيت أي نوع من أنواع الأمانة والثقة والصدق والعلاقات الإنسانية الشريفة بمقوماتها وأحاسيسها .

مع شديد الأسف كثر المخادعون والانتهازيون والوصوليين في كل بقاع الأرض وفى مختلف الأوطان واللهجات فنجدهم يتغلغلون إلا أعماق مجتمعاتنا الطيبة وبين أصدقائنا الذين يخلصون بدون أي حدود أو مقاييس ليقيموا علاقات تملؤها الخيانة والغدر والتلاعب بأحاسيس ومشاعر كل من اعتقد أنهم صادقين تجاههم ومخلصين في تواصلهم وعلاقاتهم بهم ولكن إن طال بهم الزمن أو قصر لا يلبثون أن يكتشفوا زيفهم وقبح مستوياتهم الفكرية والعقلية لأنهم اقل من أن يكونوا اذكي وأدهى من قدرة الله على كشف تفاهة فكرهم ورداءة أسلوبهم وخسة طبعهم .
لقد حاولت وحاول الكثير ممن يملكون مشاعر حقيقية وأحاسيس تنبعث من القلب أن ننتهج منهاج أولائك المخادعون ولكن رفضت عقولنا وقلوبنا ومشاعرنا أن نكون بتلك الدناءة والحقارة وترفعت أنفسنا عن ذلك الحضيض لأننا نشأنا وتربينا على مبادئ حقيقية وتمسكنا بعادات عريقة ولم نلبس ثوب جلبناه من مجتمعات يملؤها الغش والخداع والخيانة كما أننا واثقون بأن من عاش بالحيلة مات بالفقر ولا نرغب في أن ندفن وليس هناك من يترحم علينا أو يمشي في مسيرة جثماننا ونكون عرضة لمن يلعننا ويحنق علينا طيلة عمرنا ويشوه سيرتنا بين جميع من يعرف أو من يتعرف عليه بمجرد سماع أي شيء يتعلق بنا .

إن صفاء المشاعر وصدق الأحاسيس هو الطريق المباشر إلا امتلاك القلوب وعندما تمتلك قلب أي إنسان فانك تمتلك كل شيء الحب والثقة والإخلاص والشفافية وراحة البال والأكبر من ذلك انك أضفت إنسان مميز في سجل حياتك وكسبت من يخاف عليك ويصحح لك أمور تحتاج إلا من يشاركك في استيضاحها ومساعدتك على تجاوزها أو ربما وقعت في أمر يحتاج إلا من يفكر معك فيه للوصول إلا امثل الحلول وأفضلها فتكون بذلك أقمت علاقة مثالية تستحق أن تشيد بها وتفتخر بمن يشاركك إياها .

أنا ومن على شاكلتي ممن تعاملوا بكل صدق وإخلاص وثقة نعلم يقين العلم أن كل تلك الأساليب التي نواجهها ممن فقد الثقة بالنفس واحترامها مكشوفة للعيان وإذا حدث أن جارينا أولائك في بعض الأحيان لإحساسنا بالفراغ فهذا لا يعني أننا مغفلون أو ساذجين بل هو الدليل القاطع على نقائنا وصفاء سرائرنا وان خذلونا فهنيئا لنا بما نملك وهنيئا لهم بما يكسبون .