الحياة تحتاج 2

الحياة تحتاج 2

سأتحدث هذه المرة عن الأحاسيس المفقودة والمشاعر الزائفة فما يحمله كل إنسان من أحاسيس ومشاعر لها وقع على تفكيره ومقدار إدراكه لمعنى الصدق والشفافية ومحاكاة النفس وتحييدها .

الأمثلة حية ولا يكاد احد من الناس أن لا يحسها أو يعيشها أما بصفته كمتصرف أو مستغل فان كان متصرف فانه فقد كل إحساس ومشاعر ودفن كل إنسانية وأخلاق ووئد كل علاقة شريفة وصادقة وهو بذلك يخادع ويتلاعب بمشاعر من يرتبط به بأي صفة أو علاقة إنسانية أو عاطفية أو عائلية وسيترك بينه وبين النقص الذي يتعرض له والمرض الذي تشربته خلايا عقلة حاجزا منيعا يمنعه من الإحساس بمدى خيبة الأمل التي يتركها عندما يتلاعب بملافظه الشيطانية ورقته الورقية وألوانه الزائفة بوعود وعهود أقامها مع من يرتبط به ويضرب بكل الأدب والأخلاق عرض الحائط وهنا يكون الضحية المحكوم عليها بالدمار إحساسا ومشاعر وفكرا ذلك الإنسان الذي سلم كل تفكيره وتخطيطه وتطلعاته في أمان وصدق وصراحة وشفافية الذي يصدم بذلك الأمر وكأنه وقع في طريق صدمة بسرعة الضوء وقوة البرق لا يمكن تفاديها متى ما وقعت .

أما أن كان من أولائك الذين استغلوا بأسهل الطرق أو أصعبها سواء كانت الأمور او الوصول إلا تلك العلاقة والتواصل الحسي بطريقة مباشرة أحيانا تكون هناك مقدمات قليلة ويتضح الاتجاه المراد من العلاقة أو التواصل وأحيانا تكون هناك طرق ملتوية ومشحونة بالإغراء والتودد وإظهار الانكسار والحزن والوحدة وكلها ذرائع للوصول إلا الغاية نفسها ولا يكاد هذا المغلوب على أمره بانقياده خلف عواطفه التي يبحث لها عن صدر دافئ ومشاعر مرهفه ليطمئن على ما يملك من صدق وإخلاص وصراحة وعفوية وحب كبير فيموت كل ما يحس به ويكره نفسه ويحقرها ويلومها ثم يشكك في كل الناس ولا يستثني احد بكلهم ناس وكلهم يحس ويشعر ويملك قلب وكلهم يرغبون في التآلف وبث المشاعر والأحاسيس وكل إنسان منهم يكره أن يعيش هذا الموقف ويقيم علاقة من أي نوع مع أي إنسان يسلبه أجمل أحاسيسه وأحلى أوقاته واصدق مشاعره فمن أين جاءت هذه العلاقات الهابطة والتي تعكس مستوى تفكير ومشاعر أصحابها .

مع الأسف الشديد أن ما يمثل 80% من ذوي العلاقات الزائفة ممن صدموا بتلك الصدمة الصاعقة التي سلبتهم كل مشاعرهم وأحاسيسهم وأفقدتهم كل إنسانيتهم وسيطرت على عقولهم بإيهامهم انه عليهم انتهاج ذلك الأسلوب والسلوك الهابط كما حدث لهم لينتقموا لأنفسهم ومشاعرهم لأنهم فقدوا أصلا الإحساس بالمشاعر وماتت قلوبهم فلم تعد تتذوق طعم الحب والإخلاص والصداقة ولم تعد تميز بين الجميل والقبيح لأنه لا يرى نفسه بتلك الصورة القبيحة التي رآها في من خدعة وكسر بلورات أخلاصة وحطم أحلامه ونشوته لان الصورة التي في عينه صورة الخيانة والغدر والكذب والتجريح أما الباقون فهم ممن لا قلوب لهم ونشئو في بيئة سيئة وأسرة مريضة وقد تعود على اللعب والخداع وأسوء أجواء الخيانة والغدر كفانا الله وكفاكم من ذلك ولا جعل فينا منهم ولكن كان هذا السياق لإيصال الفكرة والغاية من هذه المدونة وأتمنى أن تصلكم كما أتمنى أن شاء الله ولذلك أصبح الجميع لا يثق بالجميع والمشاعر أثمن من الجواهر وصارت للقلوب تتوارى خلف أسوار من الشك والظنون وحواجز من عدم الثقة ومراحل عديدة للوصول إلا جوهرها فقل الإخلاص والوفاء وشاع الغدر والخيانة وانطفأت الابتسامة الصادقة بينما كشر ت أنياب الغدر وكما قلت في نهاية موضوعي الأول : تنتهي علاقاتنا دون أن نترك فيها بصمات من مخملية الشعور ودفء الحس كل ذلك ونحن ندعي أننا أناس أو نسمي أنفسنا أناس .

فأين نحن من ما تحمله كلمة أناس من صور ومعاني وأهداف .


العقرب