العقرب اسير الظلام مدير المنتدى
عدد المساهمات : 279 تاريخ التسجيل : 17/08/2010 العمر : 64 الموقع : المنطقة الشرقية - مدينة الدمام
| موضوع: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة - الجزء الثاني الإثنين 09 مايو 2011, 19:46 | |
| نعود إليكم لنكمل معكم متابعة كتيبنا الوسائل المفيدة للحياة السعيدة الفصل الثاني أولا : ] الانشغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة [ ومن أسباب دفع القلق الناشئ عن توتر الأعصاب واشتغال القلب ببعض المكدرات : الانشغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة , فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت له الهم والغم, ففرحت نفسه وازداد نشاطه وهذا السبب أيضا مشترك بين المؤمن وغيره . ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه واحتسابه في اشتغاله بذلك العلم الذي تعلمه او يعمله , وبعمل الخير الذي يعمله إن كان عبادة فهو عبادة وان كان شغلا دنيويا او عادة اصحبها النية الصالحة وقصد الاستعانة بذلك على طاعة الله فلذلك أثره الفعال في دفع الهم والغموم والأحزان فكم من إنسان ابتلي بالقلق وملازمة الاكدار فحلت به الأمراض المتنوعة فصار دواءه الناجع ( نسيانه السبب الذي كدره وأقلقه واشتغاله بعمل من مهماته ) . وينبغي أن يكون الشغل الذي يشتغل فيه مما تأنس به النفس وتشتاقه فاد هذا ادعى لحصول هذا المقصود النافع والله اعلم . ثانيا : ] اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر [ ومما يدفع به الهم والغم : اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل وعن الحزن على الوقت الماضي ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن فلا ينفع الحزن على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها ولا استدراكها , وقد يضر الهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل , فعلى العبد ان يكون ابن يومه يجمع جده واجتهاده في إصلاح يومه ووقته الحاضر فان جمع القلب على ذلك يوجب تكميل الأعمال ويتسلى به العبد عن الهم والحزن .والنبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا بدعاء أو ارشد أمته إلى دعاء فإنما يحث مع الاستعانة بالله والطمع في فضله على الجد والاجتهاد في التحقق لحصول ما يدعو بحصوله والتخلي عما كان يدعو لدفعه لان الدعاء مقارن بالعمل فالعبد يجتهد قيما ينفعه في الدين والدنيا ويسأل ربه نجاح مقصد هو يستعينه على ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم } احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإذا أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان { فجمع صلى الله عليه وسلم بين الأمر بالحرص على الأمور النافعة في كل حال والاستعانة بالله وعدم الانقياد للعجز الذي هو الكسل الضار وبين الاستسلام للأمور الماضية النافذة ومشاهدة قضاء الله وقدره . وجعل الأمور قسمين : قسما يمكن العبد السعي في تحصيله أو تحصيل ما يمكن منه أو دفعه أو تخفيفه فهذا يبدي فيه العبد مجهود ويستعين بمعبوده , وقسما لا يمكن فيه ذلك فهذا يطمئن له العبد ويرضى ويسلم ولا ريب أن مراعاة هذا الأصل سبب للسرور وزوال الهم والغم . تم الفصل الثاني بحمد الله ولنا لقاء قريب مع الفصل الثاني بحول الله وقوته والى لقاء قريب إن شاء الله | |
|