نعود إليكم لنكمل معكم متابعة كتيبنا الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
الفصل الثالث
أولا : ] الإكثار من ذكر الله [
ومن اكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته : الإكثار من ذكر الله فان لذلك تأثير عجيبا لانشراح الصدر وطمأنينته وزوال همه وغمه قال تعالى } ألا بذكر الله تطمئن القلوب { سورة الرعد 28 فلذكر الله اثر عظيم في حصول هذا المطلوب لخاصيته ولما يرجوه العبد من ثوابه وأجره . ثانيا : ] التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة [
وكذلك التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة فان معرفتها والتحدث بها يدفع الله به الهم والغم ويحث العبد على الشكر الذي هو ارفع المراتب وأعلاها حتى ولو كان العبد في حالة فقر أو مرض أو غيرهما من أنواع البلايا فانه إذا قابل بين نعم الله عليه التي لا يحصى لها عد ولا حساب وبين ما أصابه من مكروه لم يكن للمكروه إلى النعم نسبة . بل المكروه والمصائب إذا ابتلى الله بها العبد وأدى فيها وظيفة الصبر والرضا والتسليم هانت وطأتها وخفت مؤنتها وكان تأميل العبد لأجرها وثوابها والتعبد لله بوظيفة الصبر والرضا يدع الأشياء المرة حلوة فتنسيه حلاوة أجرها مرارة صبرها . ثالثا : ] النظر إلى من دوننا [
ومن انفع الأشياء في هذا الموضع استعمال ما ارشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حيث قال } انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فانه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم { فان العبد إذا نصب بين عينيه هذا الملحظ الجليل رآه يفوق جمعا كثيرا من الخلق في العافية وتوابعها وفي الرزق وتوابعه مهما بلغت فيه الحال فيزول قلقه وهمه وغمه ويزداد سروره واغتباطه بنعم الله التي فاق بها غيره ممن هو دونه فيها . وكلما طال تأمل العبد بنعم الله الظاهرة والباطنة الدينية والدنيوية رأى ربه قد أعطاه خيرا ودفع عنه شرورا متعددة ولا شك أن هذا يدفع الهموم والغموم ويوجب الفرح والسرور . تم الفصل الثالث بحمد الله ولنا لقاء قريب مع الفصل الثاني بحول الله وقوته
والى لقاء قريب إن شاء الله