العقرب اسير الظلام مدير المنتدى
عدد المساهمات : 279 تاريخ التسجيل : 17/08/2010 العمر : 64 الموقع : المنطقة الشرقية - مدينة الدمام
| موضوع: قصة قصيرة } جدا { الجمعة 20 مايو 2011, 01:12 | |
| قصة قصيرة } جدا { تحياتي لكم جميعا وتمنياتي أن تقضوا معي وقتا مفيدا من هذه القصة القصيرة } جدا {
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بدون أي مقدمات واختصارا لوقتكم ولكي نصل إلا المطلوب بأقل ما يمكن المهم قصتي تتحدث عن خصلة من خصال ديننا الحنيف وأمر من أوامر الله العزيز القدير .
القصة جلست مع صديق حميم نتبادل أطراف الحديث ونناقش بعض المواضيع التي ألت إليه حياتنا وعاداتنا كمسلمين ومؤمنين نتطبع بطبع الإسلام ونتحدث بحديث القران ونتصرف بتصرف السنة النبوية والشريعة المحمدية ونستعرض اغلب التصرفات والعادات والاطباع التي بدأت تختفي وتنسى بل وبدأ الكثير من الناس النظر إليها بأنها ليست ضرورية وربما ليست حضارية كما شاع في كل أمورهم وما استنكروه منها لبعدهم عن جادة الطريق فقال لي صاحبي : أنا ألان خطر على بالي موقف مررت به وأجدر أن ارويه لك .
قلت له : أنا أسمعك خذ كل راحتك ولا تهمل شيء وتعود إليه أخيرا لتكون الأحداث تسير كما يجب لتصل إلا مخيلتي واستوعب الموقف كما حدث بالضبط .
فقال صاحبي : اسمع , في احد الأيام كنت بصحبة صديق انعم الله عليه من واسع فضله ونعمة ويمتلك الملايين في أرصدته البنكية خلاف العقارات والمشاريع المتنوعة نتجول في احد الأسواق لشراء بعض الأغراض وفي ذلك الوقت بالذات لم يكن في جيبي من النقود إلا إحدى عشر ريال وكانت الحالة المادية في أدنى مستوياتها لأنني وقتها عاطلا عن العمل بلا وظيفة وأعاني من ذلك كثيرا في حرمان نفسي من أشياء كثيرة لهذا السبب المهم أثناء سيرنا في احد الممرات في السوق تقدمت مني فتاة صغيرة يبدو عليها الفقر والحرمان والضعف وطلبت متسولة أي شيء لوجه الله وعندها رق قلبي فأدخلت يدي في جيبي وأخرجت فئة الريال وتركت فئة العشرة ريال لحاجتي بها ولأنها قطعة واحدة لا يمكن أن أفرط بها لأنني لا استطيع قسمتها أو صرفها فالموقف سريع جدا ولا يحتمل أي تأخير أو وقوف أو انتظار المهم , ناولت الفتاة ما أخرجت لها وسرت في اثر صديقي الذي تقدمني ولاحظت منه انه تابع ذلك الذي حدث وما حصل من البداية إلا النهاية إلا إنني دهشت جدا وهو يصيح بي وقد تغيرت ملامح وجهه إلا السخط والغضب قائلا :
لماذا أعطيت هذه النصابة مال أنهم جميعا نصابين ومحتالين وأنت غلطان لأنك تصدقهم وتخسر مالك عليهم . كانت نبرات صوته فيها عتب شديد ولوم كبير وكأنه يقول لي أنت لا تفهم ولا تعقل فتنفق مالك على هؤلاء المحتالين والنصابين .
سكت صديقي قليلا ثم استدرك : أنا أريد منك أن تقارن بين حالي وحاله وما قمت به بنيه الإنفاق وما صدر من ذلك الصديق الذي يحاول منعي واستنكر ذلك مني ؟؟
فقلت له : أي الحالتين تقصد التي تراها أنت أو ما أتخيله أنا مما وصل إلا مخيلتي من تباين ؟
قال صديقي : لا أريد أن تضع مكانة ذلك الغني صاحب الملايين والعقارات والاستثمارات والأرصدة ومكانتي أنا من لا املك إلا إحدى عشر ريال في جيبي هم كل رصيدي المادي في تلك اللحظة قياسا بما قرأت وسمعت من أوامر ونواهي من الله العزيز الجبار ورسوله عليه أفضل الصلاة والسلام واله وصحبة أجمعين حول المنفقين والممسكين ؟؟
قلت له : سبحان الله ألا يقرأ مثل هذا الصديق كتاب الله وهل يحب أن يكون من ساكني مرتبة الويل يوم القيامة أم انه غفل عمن توعده الله بالكي على الخرطوم أم انه تناسى ثواب الحسنه أو الصدقة التي شبهها العزيز القدير بما يثمر من الحبة من أضعاف مضاعفة وهل دخل سريرة الناس ليعلم إن كانوا في حاجة من عدمها .
قال صديقي : إنهم يقرؤون ويفهمون ولكنهم لا يعقلون فقد غلب عليهم حب الدنيا كما قال تعالى } ويأكلون التراث أكل لما * ويحبون المال حبا جما { سورة عم . فأعماهم حب المال وان طغى على حاجتهم واكتظت به خزائنهم وضاقت به جيوبهم فإنهم يطلبون المزيد ولا يفرطون بشيء منه من اجل الآخرة وقد يجر عليهم معاصي وربما ينفقونه بسخاء وبذخ في مواقع تجلب عليهم العذاب والهلاك والخلود في العصيان وانتهاك المحرمات وعندما يصلون إلا هذه المرحلة فلا نصيب للفقير في أموالهم ولا مكان لشيء منها يزكيها ويطهرها من نجاستها وقبحها وقذارتها فتكون الأسس التي يستند عليها ويسلمها كل حياته بكل تفاصيلها فتقوده إلا النار والعياذ بالله .
فكان موضوعا يستحق الوقوف عنده والتفكير فيه ومعرفة أسبابه وطرق علاجه وهذا ليس موضوعنا فموضوعنا طرح القصة وقد وصلتكم كما رواها صديقي دون أي قصور .
أتمنى أن تكون قد أعجبتكم وأتمنى أن نكون قد اكتسبنا منها أي شيء يدعو إلا الإنفاق والعطاء وعدم احتقار من هو اقل منا أو ازدرائه أو منع ما يوهب إليهم لوجه الله حتى وان لم يكونوا ذوي حاجة فالأصل هنا النية والقصد وليس من يستحق ومن لا يستحق فربما تعفف المحتاج وربما طلب العون من جور ما يمر به من ضيق وحرمان .
أشكركم على متابعتكم وأتمنى أن نلتقي قريبا إن شاء الله
العقرب 15 / 6 / 1432 هـ الموافق 2011-05-18 | |
|