الفصل السادس
أولا : ] قوت القلب وعدم انزعاجه وانفعاله [
ومن أعظم العلاجات لأمراض القلب العصيبة بل وأيضا للأمراض البدنية : قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة والغضب والتشوش من الأسباب المؤلمة ومن توقع حدوث المكاره وزوال ألمحاب أوقعه ذلك في الهموم والغموم والأمراض القلبية والبدنية والانهيار العصبي الذي له آثاره السيئة التي قد شاهد الناس مضارها الكثيرة . ثانيا : ] التوكل على الله [
ومتى اعتمد القلب على الله وتوكل عليه ولم يستسلم للأوهام ولا ملكته الخيالية السيئة ووثق بالله وطمع في فضلة اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم وزالت عنه كثير من الأسقام البدنية والقلبية وحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور ما ل يمكن التعبير عنه فكم ملئت المستشفيات من مرضى الأوهام والخيالات الفاسدة وكم أثرت هذه الأمور على قلوب كثيرين من الأقوياء فضلا عن الضعفاء وكم أدت إلى الحمق والجنون والمعافى من عافاه الله ووفقه لجهاد نفسه لتحصيل الأسباب النافعة المقوية للقلب الدافعة لقلقه قال تعالى : } ومن يتوكل على الله فهو حسبه { سورة الطلاق – 3 . أي كافيه جميع ما يهمه من أمر دينه ودنياه . فالمتوكل على الله قوي القلب لا تؤثر فيه ولا تزعجه الحوادث لعلمه أن ذلك من ضعف النفس ومن الخور والخوف الذي لا حقيقة له ويعلم مع ذلك أن الله قد تكفل لمن توكل عليه بالكفاية التامة فيثق بالله ويطمئن لوعده فيزول همه وقلقه ويتبدل عسره يسرا وترحه فرحا وخوفه أمنا فنسأله تعالى العافية وان يتفضل علينا بقوة القلب وثباته وبالتوكل الكامل الذي يكفل الله لأهله بكل خير ودفع كل مكروه وضير . تم الفصل السادس بحمد الله ولنا لقاء قريب مع الفصل الثاني بحول الله وقوته
والى لقاء قريب إن شاء الله